متلازمة مخرج الصدر
الجزء الثاني
تشخيص متلازمة مخرج الصدر
متلازمة مخرج الصدر : إن تشخيص متلازمة مخرج الصدر ليس دائما بالأمر اليسير نظرا لاختلاف طبيعة الأعراض و درجة حدتها لدى المرضى المصابين ، و بالتالى يحتاج طبيبك إلى مراجعة أعراضك و تاريخك المرضى و كذلك اجراء الفحوصات الطبية من أجل التوصل إلى تشخيص هذه المتلازمة .
- الفحص الإكلينيكى : سيقوم طبيبك باجراء الفحص الطبى عليك لاكتشاف العلامات الخارجية للمتلازمة مثل تَهَدُّل كتفك للأسفل ، تورم أو شحوب ذراعيك ، نبض غير طبيعى أو قصور فى مدى حركة هذه الأجزاء .
- التاريخ المرضى سيستفسر منك طبيبك عن تطور حالتك المرضية و الأعراض ، و كذلك عن طبيعة عملك و نشاطك الجسمانى .
الإختبارات التحفيزية الخاصة بمتلازمة مخرج الصدر
اصطناع أعراضك عن طريق استثارة / تحفيز ظهورها يهدف إلى اكتشاف سبب إصابتك بمتلازمة مخرج الصدر و أيضا التفريق بينها و بين الأمراض الأخرى التى تحاكى علاماتها المرضية هذه المتلازمة . أثناء هذه الإختبارات سيطلب منك طبيبك تحريك ذراعيك ، رقبتك أو كتفيك فى أوضاع مختلفة بينما يلاحظ تطور أعراضك و يفحصك أثناء الحركة في كافة الإتجاهات .
الفحوصات التصويرية و اختبارات الأعصاب
من أجل التأكد من تشخيص و معرفة سبب حدوث متلازمة مخرج الصدر لديك قد يطلب منك طبيبك اجراء إحدى أو بعض الفحوصات التالية :
- الأشعة السينية ( أشعة إكس ) على المنطقة المصابة قد تُظهر وجود الضلع العُنُقِى ، كما تـقصى الأسباب المرضية الأخرى ذات الأعراض المشابهة للمتلازمة .
- الموجات فوق الصوتية يعتمد هذا الفحص على الإستفادة من موجات الصوت فى التقاط صور من داخل جسدك ؛ مما يساعد الأطباء على تشخيص إصابتك بالنوع الوعائى للمتلازمة أو بأى مرض وعائى آخر .
- الأشعة المقطعية يستخدم هذا الفحص الأشعة السينية فى التقاط صور مقطعية من داخل جسدك ، و قد تُحقن مادة صبغية عن طريق الوريد لإظهار الأوعية الدموية و المساعدة فى فحصها بالتفصيل ( الأشعة المقطعية الوعائية ) . يمكن عن طريق هذا الفحص اكتشاف مكان و سبب انضغاط الوعاء الدموى .
- الرنين المغناطيسى يُجْرَى باستعمال موجات الراديو القوية و المجال المغناطيسى من أجل الحصول على صور دقيقة للجزء الداخلى من الجسد ، و قد يلجأ طبيبك إلى لهذا الفحص لتحديد مكان و سبب انضغاط الوعاء الدموى . بالإضافة إلى ذلك يساهم الرنين المغناطيسى فى اكتشاف العيوب الخِلقِيّة مثل الشريط الليفى الذى يربط شوكة الفقرة العظمية بأحد ضلوعك و الضلع العُنُـقِى .
- تصوير الأوعية الدموية فى بعض الأحيان يتم حقنك فى الوريد بصبغة قبل عمل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسى ، بهدف اظهار الأوعية الدموية بوضوح .
- تصوير الشرايين و الأوردة بالصبغة عند اجراء هذا الفحص يُدخِل طبيبك أنبوبة رفيعة مرنة ( قسطرة ) من خلال جرح صغير فى الجلد عادة فى منطقة العانة ، و تمرر هذه القسطرة عبر الشرايين الكبرى إذا كان الفحص تصوير الشرايين أو عبر الأوردة إذا كان الفحص تصوير الأوردة حتى تصل إلى الوعاء المصاب ، حيث يقوم طبيبك بحقن الصبغة عن طريق القسطرة لأخذ صور أشعة لشرايينك أو أوردتك .
يمكن للأطباء عن طريق هذا الفحص التحقق من حدوث أو غياب انضغاط لأى من شرايينك أو أوردتك ، أما إذا ثبت انسداد أحد الشرايين أو الأوردة بسبب جلطة يقوم الأطباء بحقن دواء مذيب للجلطات عن طريق القسطرة.
- رسم العضلات الكهربائى يقوم طبيبك بإدخال إبرة كهربائية عن طريق الجلد تنفذ داخل العضلات وبذلك يتم تقييم درجة النشاط الكهربائى داخلها أثناء الانقباض و الراحة .
- اختبار التوصيل العصبى باستخدام شحنة صغيرة من التيار الكهربائى يتم فحص و قياس قدرة أعصابك على إرسال النبضات إلى عدة عضلات فى أجزاء مختلفة من جسدك ؛ و بذلك يمكن تشخيص وجود تلف بأعصابك .
علاج متلازمة مخرج الصدر
فى معظم الأحوال يثبت العلاج التحفظي ( الغير جراحى ) فاعليتة خاصة مع التشخيص المبكر للمرض ، و يشتمل على :
- العلاج الطبيعى يناسب هذا العلاج بالدرجة الأولى حالات النوع العصبى لمتلازمة مخرج الصدر . سيتم تدريبك على كيفية أداء التمارين التى تقوى و تشد عضلات كتفك بهدف توسيع مخرج الصدر ، كما تساعد فى إطالة مدى حركتك و تحسين وضع جسدك . بمرور الوقت ، يمكن لهذه التمارين المساهمة فى التخلص من الضغط الواقع على أوعيتك الدموية و أعصابك فى منطقة مخرج الصدر .
- العلاج الدوائى يصف طبيبك العقاقير المضادة للالتهاب و الألم و تقلص العضلات للتخفيف من حدتها و المساعدة فى ارتخاء العضلات .
- مذيبات الجلطة يتم علاج متلازمة مخرج الصدر من النوع الوريدى أو الشريانى المُصاحَب بجلطة بحقن أدوية مذيبة للجلطة ( مذيبات الجلطة ) داخل أوردتك أو شرايينك المصابة ، يلى ذلك وصف الأدوية المانعة لحدوث الجلطة ( مضادات التجلط ) .
العلاج الجراحى
سيوصى طبيبك بالجراحة فى حالة فشل العلاج الطبى أى إذا استمرت الأعراض أو تزايد تلف الأعصاب .
سيقوم جراح متمرس فى جراحة الصدر أو الأوعية الدموية بالقيام بالجراحة .
من المعروف أن جراحة متلازمة مخرج الصدر محفوفة ببعض المخاطرمثل إصابة الحزمة العصبية الذراعية ، كما أن الجراحة قد لا تنجح دائما فى علاج كافة أعراضك أو تمنع ظهورها بعد اختفائها .
يُطلق على جراحة متلازمة مخرج الصدر عملية رفع الضغط ، و هناك عدة طرق لإجرائها مثل :
- التدخل عبر الإبط يقوم الجراح بعمل فتحة فى الصدر ثم يشق العضلات فى المنطقة الأمامية للضلع العلوى بهدف الوصول إليه و استئصال جزء منه لتخفيف الضغط على مخرج الصدر . يتميز هذا الأسلوب الجراحى بسهولة الوصول إلى الضلع العلوى مع الحفاظ على الأوعية الدموية أو الأعصاب فى المنطقة دون المساس بها ، إلا أنه فى نفس الوقت يُحِدّ من قدرة الجراح على الوصول إلى منطقة الضلع العنقى و العضلات المحيطة به التى قد تساهم فى زيادة الضغط خلف الأعصاب و الأوعية الدموية .
- التدخل عبر أعلى الترقوة يهدف هذا التدخل إلى إصلاح الأوعية الدموية المنضغطة ، و يبدأ بعمل جرح فى الجلد أسفل الرقبة للوصول إلى منطقة الضفيرة العصبية الذراعية .
يتفقد الجراح تواجد أى علامات دالة على الإصابة أو وجود شد عضلى ، مسببة للضغط على المنطقة القريبة من الضلع العلوى ، و سيزيل الجراح هذه العضلات الضاغطة و يُصلح الأوعية الدموية المصابة ، و قد يُستأصل أيضا الضلع العلوى إذا اقتضت الضرورة لرفع العبء عن مخرج الصدر .
- التدخل عبر أسفل الترقوة يقوم الجراح بعمل شق مستعرض أسفل عظمة الرقبة و صدرك . تفيد هذه الطريقة فى علاج الأوردة المنضغطة التى تحتاج إلى علاج على نطاق واسع .
إذا كانت متلازمة مخرج الصدر من النوع الوريدى أو الشريانى سيقوم جراحك بإعطاء أدوية لإذابة الجلطات الدموية قبل البدء فى اجراء عملية رفع الضغط عن مخرج الصدر . من ناحية أخرى ، قد يضطر الجراح فى بعض الأحوال إلى القيام بعملية إزالة الجلطة من الوريد أو الشريان أو اصلاح الوعاء المصاب منهما قبل بدء عملية رفع الضغط عن مخرج الصدر .
إذا كانت متلازمة مخرج الصدر لديك من النوع الشريانى فربما يحتاج الجراح إلى استبدال الجزء التالف من شريانك بجزء سليم من منطقة أخرى فى جسدك ( رقعة ) ؛ أو الإستعانة برقعة صناعية . يمكن اجراء كل من عملية ترقيع الشريان و عملية استئصال الضلع معا فى نفس الوقت .
نظام المعيشة و أدوية المنزل
- الحفاظ على سلامة وضع قامتك
- أخذ قسط متكرر من الراحة أثناء العمل للتحرك و شد العضلات
- الحفاظ على الوزن السليم
- الامتناع عن حمل الحقائب الثقيلة على الكتف
- تجنب الأنشطة المؤدية إلى ازدياد حدة أعراضك ، و بالأحرى مارس الأنشطة التى لا تسبب ظهور أى أعراض
- اختر مكانا مناسبا للعمل يتيح لك الحفاظ على الوضع السليم و لا يجعل أعراضك أكثر سوءا
التعود و المؤازرة
هناك العديد من الأسباب المؤدية إلى الإصابة بمتلازمة مخرج الصدرمما يضفى الصعوبة على الأطباء لتشخيص المرض ، لذا يعانى الكثير من المرضى من أعراض هذه المتلازمة لعدة أعوام طويلة قبل التوصل لتشخيص حالتهم ، مما يؤدى إلى شعورهم بالتوتر و الإحباط . لذا احرص على النقاش مع طبيبك عن هواجسك إذا استمرت أعراضك دون التوصل إلى تشخيص قاطع .