أعراض إضطرابات الرئة

ضيق التنفس

ضيق التنفس
شارك
274     
 
  

ضيق التنفس

ضيق التنفس أو ما يسميه الأطباء صعوبة التنفس، هو شعور غير سار لوجود صعوبة في التنفس. يصف المرضي ضيق التنفس بشكل مختلف اعتمادا على السبب. يزيد عادة معدل وعمق التنفس أثناء ممارسة الرياضة وعلى ارتفاعات عالية، ولكن هذه الزيادة نادرا ما تسبب عدم الراحة. يزداد معدل التنفس أيضا في باقي المرضي المصابين بالعديد من الاضطرابات، سواء بسبب الرئتين أو أجزاء أخرى في الجسم. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من الحمى عموما يتنفسون أسرع.

في حالة ضيق التنفس، يكون التنفس سريعا مصحوبا بإحساس نفاذ الهواء. يشعر المرضي كما لو أنهم لا يستطيعون التنفس بصوره كافية أو عميقة وأنهم بحاجة إلى المزيد من الجهد لتوسيع الصدر عند الشهيق أو لطرد الهواء عند الزفير. قد يكون لديهم أيضا إحساس بعدم الراحة عنما تكون  الحاجة للاستنشاق مطلوبه علي وجه السرعة  قبل إتمام الزفير ويكون لديهم أحاسيس مختلفة  غالبا ما توصف بأنها ضيق في الصدر.

أعراض أخرى، مثل السعال أو ألم في الصدر، قد تكون متواجدة اعتمادا على سبب ضيق التنفس.

الأسباب

عادة ما يحدث ضيق التنفس بسبب اضطرابات في الرئتين أو القلب.ضيق التنفس

الأسباب الأكثر شيوعا تشمل في العموم:

  • الربو
  • الإلتهاب الرئوي
  • مرض الإنسداد الرئوي المزمن
  • النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية (ألم في الصدر نتيجة تدفق غير كاف للدم والأكسجين إلى القلب)
  • عدم التأقلم البدني (ضعف العضلات والقلب بسبب الخمول).
  • الانسداد الرئوي (انسداد مفاجئ في أحد شرايين الرئة، وعادة ما يكون بسبب تجلط الدم) ومع أنه سبب أقل شيوعا، ولكنه خطير.

السبب الأكثر شيوعا في االمرضي الذين لديهم اضطراب مزمن في الرئة أو القلب هو تفاقم مرضهم. ومع ذلك، يمكن لمثل هؤلاء المرضي أن يصابوا باضطراب آخر أيضا، على سبيل المثال، المرضي الذين يعانون من الربو منذ فترة طويلة قد يصابون بأزمة قلبية أيضا، أو المرضي الذين يعانون من قصور القلب المزمن قد يصابون بالالتهاب الرئوي.

أمراض أو اضطرابات الرئة

المرضي المصابون بأمراض الرئة غالبا ما يواجهوا ضيق في التنفس عندما يمارسون شيئا ما جسديا بأنفسهم. أثناء ممارسة الرياضة، يطرد الجسم المزيد من ثاني أكسيد الكربون ويستهلك المزيد من الأكسجين. يسرع مركز الجهاز التنفسي في الدماغ التنفس عندما يكون مستويات الأكسجين في الدم منخفضة أو مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم مرتفعة.

إذا كان القلب أو الرئتين لا يؤدون وظائفهم بشكل طبيعي، وحتى القليل من الجهد قد يؤدي الي زيادة كبيرة في معدل التنفس وصعوبة في التنفس. ضيق التنفس شعور غير سار لدرجة قد يتجنب معها المرضي بذل جهد. وكلما كان اضطراب الرئة أكثر شدة، فإنه قد يحدث ضيق في التنفس حتى أثناء الراحة.

  • ضيق التنفس قد ينجم عن أمراض الرئة المقيدة أو الانسدادية.

في أمراض الرئة المقيدة (مثل التليف الرئوي مجهول السبب)، تفقد الرئتان المرونه وتتطلب المزيد من الجهد لتنبسط أثناء الشهيق. انحناء شديد في العمود الفقري( إلتواء العمود الفقري) يمكن أيضا أن يقيد التنفس لأنه يقلل من حركة القفص الصدري.

في الاضطرابات الانسدادية (مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن أو الربو)، وهو زيادة المقاومة لتدفق الهواء لضيق الممرات و الشعب الهوائية، عادة يمكن سحب الهواء. ومع ذلك، ولأن الشعب الهوائية تضيق أثناء الزفير، ولا يمكن نفث الهواء من الرئتين بسرعة كما الوضع الطبيعي، فإن المرضي يحدثوا أزيز وصعوبة في التنفس عند بذل جهد كبير.  يحدث ضيق التنفس عند ترك الكثير من الهواء في الرئتين بعد الزفير.

المرضي المصابون بالربو و بنوبه ضيق التنفس ينصحهم الأطباء عادة  بالحفاظ على أجهزة الاستنشاق في متناول اليد لاستخدامها أثناء النوبة لأن العقاقير التي تستخدم في أجهزة الاستنشاق تساعد علي فتح الشعب الهوائية.

قصور القلب

يضخ القلب الدم من خلال الرئتين. إذا كان القلب يضخ بطريقة غير كافية (تسمى قصور القلب) قد تتراكم السوائل في الرئتين-اضطراب يسمى استسقاء الرئة، هذا الاضطراب يسبب ضيق التنفس الذي غالبا ما يرافقه شعور بالاختناق أو ثقل في الصدر. تراكم السوائل في الرئتين أيضا قد يتسبب في تضييق الشعب الهوائية وبالتالي يحدث الصفير(اضطراب يسمى ربو قلبي المنشأ).

بعض المرضي المصابين بقصور القلب لديهم ضيق النفس الاضطجاعي أو الربو القلبي، أو كليهما. ضيق النفس الاضطجاعي هو ضيق في التنفس الذي يحدث عندما يستلقي المرضي ويمنع من الجلوس. الربو القلبي هو نوبة مفاجئة، في كثير من الأحيان مرعبه تجدث نتيجة  ضيق التنفس أثناء النوم. يستيقظ المرضي وهم يلهثون ويجب عليهم الجلوس أو الوقوف لالتقاط أنفاسهم. هذا الاضطراب هو أشد أنواع ضيق التنفس الاضطجاعي وعلامة على فشل القلب الحاد.

الأنيميا

المرضي المصابين بمرض فقر الدم (أنيميا) أو فقدوا كمية كبيرة من الدم بسبب تعرضهم لإصابة ما، يكون لديهم القليل من خلايا الدم الحمراء والتي تحمل الأكسجين إلى الأنسجة. ولذلك ففي هؤلاء المرضي تقل كمية الأكسجين التي يمكن أن يوفرها الدم لديهم.  معظم المرضي الذين يعانون من فقر الدم أو الأنيميا لا يشعرون عادة بالأعراض التي تسببها الأنيميا. ومع ذلك، فإنهم غالبا ما يشعرون بضيق في التنفس أثناء ممارسة النشاط البدني لأن الدم لا يستطيع أن يوفر كمية الأكسجين الزيادة التي يحتاجها الجسم. وبالتالي، فإنهم يتنفسون بسرعة وبعمق وبجهد لا ارادي في محاولة لزيادة كمية الأكسجين في الدم.

أسباب أخرى

إذا تراكمت كمية كبيرة من الحمض في الدم، قد يشعر الناس بقصر النفس ويلهثون بسرعة. فشل حاد في الكلى، وتدهور مفاجئ لمرض البول السكري، وتناول بعض العقاقير أو السموم يمكن أن يسبب هذه الحاله. يساهم كل من فقر الدم وقصور القلب في الشعور بضيق في التنفس لدى المصابين بالفشل الكلوي.

في متلازمة سرعة أو فرط التنفس، يشعر المرضي أنهم لا يستطيعون الحصول على ما يكفي من الهواء، وأنهم يتنفسون بثقل وبسرعة. عادة ما يكون سبب هذه المتلازمة القلق أكثر منه مشاكل بدنية. كثير من المرضي الذين يعانون من ذلك عادة ما يصيبوهم الخوف، قد يصابوا بألم في الصدر، وربما يعتقدون أنهم مصابون بنوبة قلبية. قد يكون لديهم انخفاض في مستوي الوعي وقد يشعرون بوخز خفيف في أيديهم وأرجلهم وحول فمهم.

التقييم

تساعد المعلومات التالية المرضي ليقرروا ما إذا كان هناك حاجة إلى تقييم الطبيب ومساعدتهم على معرفة ما يمكن توقعه خلال عملية التقييم.

علامات تحذير

بالنسبة للمرضي الذين يعانون من ضيق التنفس، الأعراض التالية تثير القلق بشكل خاص:

  • ضيق التنفس أثناء أوقات الراحة
  • انخفاض في مستوي الوعي ، أو الإثارة، أو الارتباك.
  •  الشعور بعدم راحة في الصدر أو الشعور بخفقان  في القلب.
  • خسارة الوزن.
  • تعرق ليلي.

متي نري الطبيب

يجب على المرضي الذين يعانون من ضيق في التنفس أثناء اوقات الراحة، ويعانون كذلك من ألم في الصدر، أو خفقان، أو انخفاض مستوى الوعي، والإثارة، أو الارتباك أو لديك صعوبة في تحريك الهواء داخل أو خارج الرئتين الذهاب إلى المستشفى على الفور. مثل هؤلاء المرضي قد يكونوا في حاجة إلي اختبار فوري، وعلاج، وأحيانا الدخول إلى المستشفى. يجب علي المرضي الآخرين استدعاء الطبيب والذي بدوره يحدد مدى السرعة التي يحتاجونها ليتم تقييمهم بناء على طبيعة وشدة الأعراض، وأعمارهم، وأي حالات طبية كامنة. عادة،  ينبغي تقييمهم في غضون أيام قليلة.

ما يفعله الطبيب

يسأل الأطباء أولا حول أعراض الشخص والتاريخ الطبي. ثم يقوموا بالفحص البدني. ما يجده الأطباء خلال التاريخ الطبي والفحص البدني غالبا ما يشير إلى وجود سبب وبالتالي يحددوا الاختبارات التي قد تحتاج إلى القيام بها.

يطرح الأطباء أسئلة لتحديد:

  • متي بدأ الشعور بضيق التنفس
  • ما إذا كان قد بدأ بشكل مفاجئ أو تدريجيا
  • كم من الوقت قد شعر المريض بضيق في التنفس
  • إذا كان هناك أية ظروف أخري (مثل البرد، أوىجهد مبذول، أو التعرض لمسببات الحساسية، أو طريقة الاستلقاء) قد تحفزها أو تجعلها أسوأ.

يطرح علي المريض أيضا أسئلة حول التاريخ الطبي الماضي (بما في ذلك اضطرابات الرئة أو القلب)، تاريخ التدخين، إذا كان هناك أي من أفراد الأسرة الذين لديهم ارتفاع في ضغط الدم أو ارتفاع مستويات الكولسترول، وعوامل خطر الانسداد الرئوي (مثل دخول المستشفي مؤخرا، عملية جراحية، أو السفر لمسافات طويلة).

ويركز الفحص البدني على القلب والرئتين. يستمع الأطباء إلي الرئتين لاستبعاد الإحتقان، أو صوت صفير، أو أصوات شاذة تسمى الخشخشة. يستمعون إلى القلب لوجود تمتمة (مما يشير إلى اضطراب صمام القلب). تورم الساقين يشير إلي قصور في القلب، ولكن تورم ساق واحدة فقط من المرجح أن تنجم عن جلطة دموية في الساق. جلطة الدم في الساق قد تنفصل وتنتقل إلى الأوعية الدموية في الرئتين، مما يسبب انسداد رئوي.

الإختبار

للمساعدة في تحديد خطورة المشكلة، يقوم الأطباء بقياس مستويات الأكسجين في الدم مع جهاز استشعار يوضع على الإصبع. عادة، يقومون بعمل أشعة سينية علي الصدر ما لم يظهر بوضوح أن المريض يعاني من تشخيص لاضطراب مزمن بالفعل مثل الربو أو قصور في القلب. أشعة الصدر السينية يمكن أن تظهر أدلة على وجود تدهور بالرئة ، والالتهاب الرئوي، والعديد من تشوهات الرئة والقلب الأخرى. بالنسبة لمعظم البالغين، يتم عمل رسم قلب (ECG) للتحقق من كفاية تدفق الدم إلى القلب.

يتم القيام باختبارات أخرى بناء على نتائج الفحص. يتم القيام باختبارات لتقييم إلي أي مدي تعمل الرئتين (اختبار أداء الرئتين) عندما تشير فحوصات الطبيب إلي احتمال الإصابة باضطراب الرئة ولكن الأشعة السينية علي الصدر لا توفر التشخيص. تمكن اختبارات وظائف الرئة من قياس درجة التقيد أو إنسداد أو قدرة الرئتين على نقل الأكسجين من الهواء إلى الدم. ويمكن أن تشمل مشكلة الرئة تشوهات مقيدة وانسدادية فضلا عن نقل غير طبيعي للأكسجين.

بالنسبة للأشخاص المعرضين لنسبة خطر متوسطة أو عالية من الانسداد الرئوي، يتم القيام بالفحوصات التصويرية المتخصصة، مثل ventilation/perfusion scanning. بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر الانسداد الرئوي ولكن بنسبة أو مستوي منخفض، يمكن أن يتم القيام باختبار -D -dimer ، اختبار الدم هذا يساعد على تحديد أو استبعاد تجلط الدم. بعض الاختبارات الأخرى لازمة لتشخيص ومواصلة تقييم فقر الدم ومشاكل القلب، وبعض مشاكل الرئة المحددة.

يتم توجيه علاج ضيق التنفس إلي السبب. يتم إعطاء المرضي الذين يعانون من انخفاض مستوى الأكسجين في الدم بأكسجين مكمل باستخدام قناع من البلاستيك يلبس فوق وجههم. في الحالات الشديدة، وخاصة إذا كان المرضي لا يمكنهم التنفس بعمق أو سريعا بما فيه الكفاية، يمكن مساعدتهم في التنفس عن طريق التنفس الصناعي باستخدام أنبوب التنفس والذي يدرج في القصبة الهوائية أو قناع محكم للوجه.

يمكن إعطاء المورفين عن طريق الوريد للحد من القلق والانزعاج من ضيق التنفس للمرضي الذين يعانون من اضطرابات مختلفة، بما في ذلك النوبات القلبية والانسداد الرئوي.


شارك
274     
 
  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!