علاج ورم الكارسينويد
(علاج أورام الرئة السرطانية المحاكية)
(الجزء 2)






كيفية اتخاذ قرار علاج ورم الكارسينويد (العلاج لأورام الرئة السرطانية المحاكية)
عند التوصل إلى مكان الورم و تحديد مرحلته سيتولى الفريق الطبى المنوط بك مهمة استعراض و شرح اختيارات العلاج المتاحة لك ، و التى ترتكز على عدة عوامل أساسية مُتَضَمِّنة نوع الورم السرطانى المحاكى ، حجمه ، موقعه ، مدى انتشاره فى الغدد الليمفاوية أو أعضاء الجسم و كذلك إصابتك بأى حالة طبية حرجة . بناءا على هذه العوامل يتم انتقاء نوع العلاج المناسب للورم مثل :
- الجراحة
- العلاج الكيماوى
- العلاج الإشعاعى
يتم اختيار نوع أو أكثر من هذه الطرق العلاجية وفقا لنوع و مدى انتشار الورم .
علاج ورم الكارسينويد: العلاج الجراحى لورم الكارسينويد او لأورام الرئة السرطانية المحاكية
الجراحة هى الإختيار الأول لعلاج معظم سرطانات الرئة المحاكية وورم الكارسينويد و قد تنجح بمفردها فى جلب الشفاء التام فى حالة انحصار الورم داخل الرئة أى عدم انتشاره .
أنواع العلاج الجراحى
هناك العديد من الجراحات المُعالِجة ( و ربما الشافية من ) لبعض أورام الرئة السرطانية المحاكية واورام الكارسينويد ، التى تستلزم أيضا التخدير الكُلى ( الذى يجعلك فى سُبات/نوم عميق ) و تُجرَى عادة من خلال تكوين جرح بين الضلوع على جانب الصدر ( يطلق على هذه الطريقة شق الصدر ) . تتضمن عمليات العلاج الجراحى :
- استئصال الرئة : حيث يتم إزالة الرئة بالكامل
- استئصال فص رئوى : حيث يتم إزالة فص كامل من الرئة
- استئصال جزئى لفص رئوى : حيث يتم إزالة قطاع أو جزء مضلع الشكل من نسيج إحدى فصوص الرئة .
جراحة قـَصّ الأكمام (جراحة Sleeve) : هى إحدى أنواع العمليات المستخدمة/المستحدثة فى علاج سرطانات الممرات الهوائية الرئيسية داخل الرئة . إذا تخيلت أن الممرالهوائى الواسع المحتوى على الورم بمثابة كُمّ قميص عليه بقعة على بُعد بوصة (٢,٥ سم) أو بوصتين أعلى الرسغ/إسورة القميص ؛ و بالتالى تكون الجراحة مماثلة لقص الكم أعلى و أسفل مكان البقعة ثم حياكة إسورة القميص إلى باقى الكُم المُقصَّر . قد تتيح هذه العملية الفرصة للجراح بالاستغناء عن إجراء الإستئصال الكلى للرئة مما يسهم فى الاحتفاظ بالمزيد من وظائفها .
و أيا كان الأسلوب الجراحى المتبع ، يتحتم استئصال كافة الغدد الليمفاوية القريبة من الورم و فحصها للتأكد من احتوائها على / خلوها من الخلايا السرطانية .
يعتمد اختيار نوع الجراحة الذى يوصى به الطبيب على كل من حجم و مكان الورم و كذلك على مستوى أداء رئتيك : فكلما كانت حالة الرئة جيدة كلما ازدادت القدرة على تحمل استئصال جزء كبير منها .
عند إفاقتك من الجراحة ، ستجد أنبوبة ( أو أكثر ) خارجة من صدرك و مُوصَّلة بوعاء خاص لتصريف السوائل الزائدة و الهواء المتسرب . تزال الأنبوبة ( الأنابيب ) بمجرد إتمام صرف السوائل و توقف خروج الهواء . بوجه عام ، يستغرق مكوثك فى المستشفى بعد الجراحة من ٥ إلى ٧ أيام .
أخذ عينة من الغدد الليمفاوية
يتم استئصال كافة الغدد الليمفاوية القريبة من الرئة لفحصها كإجراء احترازى ، و لهذا أهمية قصوى إذ قد يُكتشف أيضا السرطان المحاكى (ورم الكارسينويد) بتلك الغدد وقت التوصل إلى تشخيصه . ( تزداد مخاطر انتشار الورم المحاكى الغير نمطى إلى الغدد الليمفاوية أكثر من النوع النمطى ) . فى حالة عدم استئصال الغدد الليمفاوية القريبة من الورم تزداد مخاطر انتشاره إلى أعضاء الجسم البعيدة ، مما يقلص فرص تماثلك للشفاء الكامل بواسطة الجراحة . كما أن التحقق من وجود أو غياب الخلايا السرطانية فى الغدد الليمفاوية يعطى مؤشرا على مدى قابلية إصابتك بالورم مرة أخرى .
جراحة الصدر بالاستعانة باﻠﭭيديو
الآثار الجانبية و المخاطر المحتملة لجراحات الرئة او مضاعفات علاج ورم الكارسينويد
تتوقف مضاعفات العملية على مدى التدخل الجراحى و كذلك على الحالة الصحية العامة للمريض السابقة للجراحة . تشتمل المضاعفات الخطرة على النزف ، تلوث الجرح ، و الالتهاب الرئوى .
تُعد جراحة الرئة من العمليات الكبرى ؛ لذا من الطبيعى أن يستغرق التعافى منها عدة أسابيع أو أشهر .
العلاج الكيماوى لأورام الرئة السرطانية المحاكية
العلاج الكيماوى ( الكيمو) هو استعمال المواد المضادة للسرطان سواء عن طريق الحقن فى الوريد أو تناولها من الفم . تصل هذه العقاقير عبر الدم إلى كافة أجزاء الجسم مما يؤدى إلى الشفاء من بعض السرطانات الرئوية التى انتشرت فى أعضاء الجسم .
و لكن من المؤسف عدم استجابة الأورام السرطانية المحاكية للعلاج الكيماوى بصورة مُرضية فى الغالب ، لذا يقتصر استخدامه فى حالة انتقال الورم إلى الأعضاء الأخرى مسببا ظهور أعراض شديدة الحدة لا تتحسن باستخدام الأدوية الأخرى . فى بعض الأحيان يعطى هذا العلاج بعد الجراحة .
العلاج الإشعاعى لأورام الرئة السرطانية المحاكية
العلاج الإشعاعى هو استخدام أشعة ذات طاقة عالية ( مثل أشعة إكس ) أو المواد المشعة للقضاء على الخلايا السرطانية ، و للأسف ليس لهذا العلاج إلا تأثيرا ضئيلا للغاية على أورام الرئة السرطانية المحاكية .
نظام المتابعة يحرص أطباؤك على متابعة حالتك عن قرب حتى بعد انتهاء فترة العلاج ، لذا ينبغى عليك الإلتزام بحضور كافة مواعيد المتابعة الدورية وفقا للجدول الزمنى المقرر . أثناء هذه الزيارات ، سيقوم أطباؤك بسؤالك عن وجود أى متاعب لديك كما قد يُجْرى لك الفحص الطبى و الإختبارات المعملية ، أو الفحوصات التصويرية ( مثل الأشعة العادية أو المقطعية ) ؛ لاكتشاف أى علامات دالة على عودة الورم أو الآثار الجانبية للعلاج .
فى بادئ الأمر ، سيرغب طبيبك فى حضورك إليه على فترات متقاربة ( كل شهرين تقريبا ) ، ثم تطول هذه المدة تدريجيا فى حالة عدم حدوث أى متاعب . من ناحية أخرى ، بالرغم من استجابة أورام الرئة السرطانية المحاكية للعلاج الأوَّلى فى معظم الحالات إلا أن الورم قد يستعيد نشاطه مرة أخرى بعد مرور عدة سنوات ، لذا يُشَدِّد الأطباء على أهمية المتابعة عن قرب لمدة عشر سنوات على الأقل .
لا يخلو أى علاج ضد السرطان من الآثار الجانبية ، التى قد يستغرق بعضها عدة أسابيع أو أشهر بينما قد يستمر البعض الآخر مدى حياتك . أثناء زيارة طبيبك للمتابعة ، تحدث مع الفريق الطبى المتخصص فى السرطان المنوط بك عن أى متاعب أو تغيرات طارئة قد لاحظتها ، كما استفسر منهم عن أى تساؤلات و صارحهم بما يقلقك .